Tuesday 8 March 2011

كاتب بريطاني: توقعتُ الثورة المصرية ونظام مبارك كان يغذي الفتنة الطائفية

الكاتب جون برادلي وغلاف الكتاب
دبي - العربية.نت
قال الكاتب البريطاني والمحلل السياسي جون برادلي إن نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك كان يغذي الفتنة بين المسلمين والأقباط، مشيراً إلى أن الطرفين كانا يعيشان في سلام لولا سماح النظام بنشر الفكر المتطرف.

وأضاف صاحب كتاب "مصر على حافة ثورة" الممنوع من النشر في مصر، أن جمال مبارك السبب الرئيسي وراء تفجير ثورة 25 يناير نتيجة شعور الشعب المصري بإمكانية انتقال السلطة إليه يوماً ما.

وحشية وفساد

وأكد برادلي في حوار مع صحيفة "اليوم السابع" المصرية نشرته الثلاثاء 8-3-2011، أنه لولا تدخل المنظمات الدولية ووسائل الإعلام الغربية للضغط على الرئيس السابق حسني مبارك للتنحي لأباد شعبه بالكامل من أجل البقاء في السلطة أطول فترة ممكنة.

وشرح خلال الحوار تفاصيل ما حدث معه عندما حاول طرح كتابه في الأسواق المصرية، حيث يرسم السيناريو المتوقع حدوثه في الدول العربية التي تشهد موجة عارمة من المظاهرات المطالبة بإسقاط الأنظمة الحاكمة، محللاً موقف أمريكا وإسرائيل تجاه ما يحدث.

وحول توقعه لثورة 25 يناير في كتابه "مصر على حافة ثورة"، قال برادلي إنه أمضى فترة طويلة في مصر بحكم عمله كخبير ومحلل سياسي، وفضل قضاء تلك الفترة في أحد الأحياء الشعبية الفقيرة في القاهرة والتقرب من الطبقات الشعبية على مختلف مستوياتها الاجتماعية والثقافية، وأنه من خلال تلك المعايشة وجد الفساد يتسرب إلى حياة المواطن المصري يومياً من كل اتجاه، وشاهد الرعب والوحشية المتزايدة التي يتبعها النظام الأمني في التعامل مع المواطنين وأحس بشعورهم بالغضب بسبب الفجوة الهائلة والمتنامية بين أغنياء هذا الشعب وفقرائه.

عجز عن الإصلاح

واستطرد برادلي قائلاً: للأسف لم يحاول النظام يوماً إصلاح كل هذا، بل زاد من غطرسته ومعاملته القاسية وجشعه، وتأكدت بالفعل أن مبارك عجز عن إجراء أي إصلاح ديمقراطي للبلد، واتضح لي أنه يسعى إلى تسليم السلطة لنجله جمال مبارك، وكنت على يقين بأن الشعب لن يقبل هذا، وعندما كتبت عملي "مصر من الداخل.. أرض الفراعنة على حافة ثورة"، عام 2008 كنت على يقين بأن هناك شيئاً ما سيحدث ويغير الأوضاع تماماً.

وأوضح برادلي أن توقعه كان شعوراً طبيعياً، وصرح قبل ذلك لإحدى الصحف اليومية المصرية بأن الشعب المصرى لن يقبل بالاستمرار فى سرقة كرامته قبل كل شىء وسيقوم بثورة لاستعادتها مهما كلفه الأمر.

وعن رأيه في طريقة معاملة السلطات المصرية للمتظاهرين أثناء الثورة، قال برادلي إن نظام مبارك لم يعرف طوال عقوده سوى لغة العنف مع الشعب، ولولا تدخل المنظمات الدولية ووسائل الإعلام الغربية التى بدورها قامت بالضغط على الرئيس للاستجابة لمطالب الشعب التي تنادي بتنحيه لأباد مبارك شعبه بالكامل من أجل ضمان البقاء في السلطة أطول فترة ممكنة، مشيراً إلى أن تلك الثورة نتاج طبيعي لما عاناه الشعب المصري، ونوّه إلى أن الجميع يعلم محاولة النظام السابق قمع الثورة عندما أرسل حلفاءه بالجمال والخيول للاصطدام بالمتظاهرين حتى ينتصر ويستمر في سرقة ونهب أموال الشعب، فكانت محاولاته مجنونة وبعيدة تماماً عن اللياقة.

فتنة يغذيها النظام

وعن تصوره لمستقبل مصر بعد الثورة، قال إن الحكم العسكري ولو لفترة قليلة أفضل بكثير، لأننا لم نر على سبيل المثال تعامل الجيش مع المصريين بوحشية، وتساءل عن السر وراء عدم محاكمة هؤلاء المسؤولين على جرائمهم بحق الشعب المصري؟ ولماذا يستمر وجود جهاز أمن الدولة؟ مضيفاً أن الثورة لم تنجح تماماً حتى الآن كما كان مرجواً.

وحول ما يحدث في الدول العربية وما تشهده من موجات عارمة من الاحتجاجات والمظاهرات المطالبة بإسقاط النظام، وموقف الولايات المتحدة منها، قال إن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط على مدى نصف قرن كانت تقوم على دعم الحكام العرب المستبدين من أجل الحصول على النفط بأسعار زهيدة، وأيضاً لدعم إسرائيل، ولكن هذه السياسة بدأت تتهاوى منذ مجيء الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما، وأن ما حدث في مصر وتونس وضع أمريكا وإسرائيل في مأزق حقيقي.

وأضاف لو افترضنا أن الأوضاع في البلدين أخذت في الاستقرار وأصبحت تحت السيطرة فبالتأكيد هذا يرجع لاحتفاظ النخبة القديمة بمقاليد الحكم وتجنبها الوقوع في عداء مع أمريكا أو إسرائيل. 

وعن وضع الأقباط في مصر قبل وبعد الثورة، قال برادلي إنه لم يكن هناك عداء بين المسلمين والأقباط قبل الثورة، حتى لو افترضنا أن الأقباط يخشون من وصول الإخوان إلى الحكم، وما حدث بين الطرفين من محاولات لإثارة الفتن، كان بسبب السماح لنشر الفكر المتطرف، ولذلك يمكننا القول إن نظام مبارك هو الذي غذى تلك الفتنة لأنه سمح بانتشار مثل تلك الأفكار.

لو اعجبك المقال ادعمنا بالضغط على لايك