قال الشيخ محمد حسان إنه لا تصح صلاة المسلم على أرض مغتصبة مكذبا الشائعات حول قيامه بالصلاة على أرض كنيسة إطفيح التي هدمت في أحداث طائفية، والتي قال مروجو الشائعات إن الشيخ صلى فيها استعدادا لتحويلها إلى مسجد. وأكد فضيلته أن ظلم المسلم لأهل الكتاب أشد من ظلم المسلم للمسلم.
وقال الشيخ حسان أحد أبرز رموز التيار السلفي في مصر في حديث لقناة المصرية الفضائية مساء أمس الأربعاء إنه زار قرية صول في إطفيح بمدينة حلوان الواقعة جنوب القاهرة في محاولة لتهدئة الشباب الغاضبين من المسلمين الذين أحرقوا الكنيسة وهدموها بعد أنباء عن علاقة شاب نصراني بفتاة مسلمة.
وأكد فضيلته أن الشباب هدؤا بعد حديثه إليهم، مشيرا إلى أنه ذهب إليهم مع د. صفوت حجازي ود.عبد الله بركات ممثلا لشيخ الأزهر. وقال: "التقينا ابتداءا مع الشباب، وتعمدنا أن نلتقي الشباب المتحمس المتهيج المشاعر وليس شبابنا (الملتزمون) الذين سنقول لهم افعل فيقولون نعم".
وأكد أنهم تغيروا تماما بعد طرح الآيات والأحاديث عليهم.
وتابع فضيلته في الحوار التلفزيوني: "لذلك أرجو أن أهدئ أولا شباب الأقباط في مصر"، حول "ما يثار من أشاعات مغرضة وإشاعات متعمدة (..) أقول لهم اعلموا علم اليقين أنه لم يحدث ما أشيع من أننا صلينا في مسجد أقيم على أنقاض الكنيسة".
وأكد قائلا: "هذا كذب، وهذا غير صحيح، هذه شائعة تم إطلاقها ووصلت إلى النصارى المرابطين أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون". وأضاف: "هذا لم يحدث على الإطلاق، بل أنا صليت الظهر والعصر مع إخواننا في البيت الذي التقيتهم فيه وصليت المغرب والعشاء في بيت آخر".
وتابع قائلا: "بل أؤكد لك أنه لا يجوز لمسلم أن يصلي في أرض مغتصبة"، مضيفا: "اعلموا يقينا أن لنا دينا يضبط أقوالنا ويضبط أفعالنا ويضبط مشاعرنا".
وأوضح أن تاريخ المسلمين يزخر بأمثلة عن ذلك، قائلا: لما أراد عمرو بن العاص -بعد فتح مصر- أن يوسع المسجد على حساب قطعة أرض أو بيت لامرأة قبطية نصرانية، وأخذ الأرض فعلا وأضافها إلى المسجد، ورفعت الشكوى إلى الأسد القابع في عرينه عمر بن الخطاب، فما كان من عمر إلا أن ألزم عمرو بن العاص بهدم هذا الجزء الذي بني في المسجد وأن ترد أرض هذه السيدة إليها مرة أخرى.
وأكد قائلا: "لا تصح الصلاة عند كثير من فقهائنا وأئمتنا في أرض مغتصبة. فأرجوا من شباب الأقباط أن يسمع ليعلم يقينا أن الإسلام هو دين الرحمة والعدل والتسامح، فإن الله يقيم دولة العدل وإن كانت كافرة ولا يقيم دولة الظلم وإن كانت مسلمة".
وأضاف: "أبشع شيء هو الظلم، وليس معنى أننا نبشع الظلم أن الظلم حرام فيما بيننا نحن المسلمين، بل هو أشد حرمة لغير المسلمين".
واوضح موقفه قائلا: "وأنا لا أجامل مخلوقا على وجه الأرض على حساب ديني.. الظلم لأقباط مصر ولنصارى مصر أشد إثما عند الله تعالى من ظلمنا لبعضنا البعض. لأنه صلى الله عليه وسلم قال كما في سنن أبي داود بسند صحيح: (ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه حقا أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة). من الذي يقدر من المسلمين أن يكون رسول الله حجيجه يوم القيامة؟"
وقال إنه لا ينبغي على الإطلاق أن يستقبل النصارى أي شائعة من الشائعات "لنرى هذه الدماء التي سفكت بالأمس".
وأمس قتل 13 شخصا وأصيب أكثر من 140 آخرون في اشتباكات بين المسلمين والنصارى، على خلفية تلك الأحداث.
وأوضح الشيخ حسان خلال لقائه أنه من خلال لقائه مع الشباب المسلمين الذين أحرقوا الكنيسة قالوا إنهم لما خرجوا لم يكن هدفهم إحراقها أو هدمها. وأضاف أن الخلاف كان حول حادثين فرديين لعلاقة شابين بفتاتين. وحدثت حالة قتل لرجل مسلم كان قد قتل هو شابا آخر.
وقال الشباب إنهم لما جرت دماء الغيرة في عروقهم، وقتل هذا الشاب الذي كان محبوبا جدا من شباب القرية، عادوا إلى الكنيسة للوصول إلى الشاب المرتبط بالفتاة، فلما دخلوا وقفوا على بعض الأوراق فيها أسماء لبعض المسلمين من الرجال والنساء. والمسلمين هناك يشكون من حالات السحر المروعة. فثاروا (..) لكنهم لم يصلوا لذلك الشاب.
وبدوره قال الأنبا سمعان الخراز إن من أطلق النار على الأقباط بالأمس خلال اعتصامهم أمام مقر الإذاعة والتلفزيون بالقاهرة هم قناصة أشبه بطلقات النار التي أطلقت على الثوار في ميدان التحرير.
وكان الشيخ حسان قد اعتبر أن هناك تعمد لإحداث فتنة في مصر بين المسلمين والنصارى مشيرا إلى أن هذه الأحداث اشتعلت بعد أن بدأت الأمور تهدأ وشرعت الدبابات في التحرك من أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون. ورأى أن هنالك "أهداف محددة لإخراج هذه البلد من أزمة وإدخالها في أزمة أخطر، هي أخطر أزمة تحاك لبلدنا وهي الأزمة الطائفية"